بربسة المخاطرة المحسوبة، مافيه شيء اسمه calculated risk!
وجهة نظري البسيطة إذا فيه شيء تقدر تحسبه إذاً مافيه مخاطره، انتهى! تقدر ما تكمل المقال
كيف يبدأ عقلنا في التفكير الزائد ليحصل على الأمان الزائف
كم مرة كنت تحلم بتحقيق شيء ما، سواء كان شهادة أو مشروع أو وظيفة أو أي شيء آخر، وفجأة حصلت نفسك تؤجل الموضوع مره واثنين وثلاثه، لأنك غارق في الحسابات والتفكير والمشورة عشان تكون مخاطرتك "محسوبة"؟
كم مرة خدعك عقلك عشان تشعر بالأمان الزائف؟ ووجدت نفسك تطلع مشكلة لكل حل، وفجأة يدخل حلمك الأرشيف بدون رجعة؟ نعم، ممكن يكون هذا الأمان اللي يعطيه عقلك لنفسه حقيقي، لكنه غير مؤكد إذا كان صحيح أو لا وأنت مازلت في مرحلة التفكير!
إذا كان حلمك كبير سواء بالنسبة لك أو للعالم، فالمخاطرة تستحق أنك تأخذها، مهما كان تقديرك لها، لا تغرق في الحسابات. عشان كذا من المهم أن تتغلب قدرتك التنفيذية على وقت الحسابات والتفكير الزائد.
يقول ويليام كاميرون في كتابه Informal Sociology: "ليس كل ما يهم يمكن إحصاؤه، وليس كل ما يمكن إحصاؤه مهم"
شعورك الداخلي أهم من مخاطرك المحسوبة
تخيل معي السيناريو التالي، أنت في معركة وشخص عزيز عليك جداً متصوب بوسط الميدان واحتمال انه توفى كبيرة، كل حسابات المخاطر توضح ان انقاذه من وسط الميدان تصرف خاطئ لسببين:
احتمال أنه توفى من الأساس،
احتمال انك تموت معاه.
مع المعطيات هذي، السؤال هو هل راح تساعده وإلا لأ؟
كنت تقدر تجلس بمكان منزوي خلال المعركة وتخطط وتفكر وتحسب كل احتمالات انك تساعده ويكون توفى أو تموت معاه واحتمال انك تساعده وتنقذ حياته! هذا كمثال تخيلي يوضح أنه مافيه شيء اسمه "مخاطرة محسوبة" من الأساس؛ ومن الصعب تقييم حجم المخاطرة الحقيقية بدون ما تبدأ تنفيذ؛ ممكن تكون مجرد حسابات وهمية في ذهنك.
في الواقع، الجيش الأمريكي استثمر مبلغ 3.85 مليون دولار عام 2014 في برنامج بحثي لتطوير مهارة الحاسة السادسة لأفراد الجيش الأمريكي، لأن الحدس ممكن يحل محل الخطط في المواقف عالية المخاطر مثل ساحات المعارك.
عقلنا مليء بالتحيزات أدركنا ذلك أم لأ! واحتمالات النجاح والفشل غير مهمة عادة في الأمور الأكثر أهمية
المخاطرة شيء طبيعي في الحياة اليومية
بديت أفكر في حقيقة المخاطرة ووجهها الخفي، وحقيقة فهم الكثيرين لها بشكل خاطئ. المخاطرة ليست شيء المفروض أننا نخاف منه أبداً، بل هي شيء المفروض نسعى له وبشكل يومي.
كل يوم في حياتنا نحط خطة، ممكن تمشي حسب توقعاتنا أو لا، في أحيان كثيرة نكون سعيدين وواثقين من أنفسنا وطريقتنا في إدارة الأمور وتجنب المخاطر... وأحيانًا أخرى ما تمشي الأمور حسب الخطة، ووقتها نشعر بتوابع المخاطرة، ويكبس علينا ال panic attack!
المخاطرة هي احتمالية مواجهة نتائج غير متوقعة، سواء كانت ايجابية أو لأ، لذلك أعتقد أننا نفهمها بشكل خاطئ. المخاطر غير المحسوبة موجودة في كل جزء في حياتنا، حنا فقط ما نلاحظها.
على سبيل المثال، يوم قررت تترك وظيفتك وتنتقل إلى وظيفة جديدة، كانت مخاطرة، لأنك ما تعرف لو كانت خطوة ناجحة إلا من خلال النتائج! والأمر نفسه ينطبق على الزواج والأطفال وشراء سيارة جديدة ومشروعك الخاص. منطقيًا، كلها مخاطر، حتى لو كانت النتائج جيدة ومرغوبة.
لذلك دائماً أقول، لا يوجد شيء اسمه مخاطرة محسوبة. العالم الحقيقي دائمًا لديه القدرة على مفاجأتك بأمور غير متوقعة، كل اللي عليك هو أن تكون منتبه للأحداث حولك، غير كذا، ما أعتقد أن عندنا رؤية كاملة للأحداث القادمة. عشان تكون بالصورة مؤسسات التنبؤ بالطقس، عندهم عدد ضخم جداً من ال data points اللي يبنون عليه توقعهم للطقس ومع ذلك دقة تنبؤات الطقس للعشر أيام القادمة لا تتجاوز 50%.
الحسابات الكثيرة ليست في صالحك، غالبًا ما تكون مجرد وهم تخلقه عقولنا عشان نشعر بالأمان، حتى لو كان زائفًا. ويبقى السؤال الأزلي هو:
وش حجم أحلامك إذا كنت تعلم يقيناً أنك مستحيل تفشل؟
الجواب على السؤال يوضح ان الشيء الوحيد اللي يوقفنا هو أنفسنا
المخاطرة والآخرين: حدود المسؤولية
وعلى صعيد آخر، من غير المقبول إطلاقاً وبدون استثناءات بأخذ المخاطرة على حساب الآخرين. ممكن تكون مخاطرًا، وهذا شيء ممتاز، لكن ليس على حساب الآخرين. أعرف أن الموضوع معقد، ولكنك تعرف وين تكون المخاطر في كل علاقة أو مكان، في عملك، مع عائلتك، مع زوجتك، مع نفسك! لا تهمل حقوق الآخرين في مشاركتك في تلك المخاطرات، التواصل أمر في غاية الأهمية، فهذا حقهم عليك أمام الله.
في النهاية، وجهة نظري البسيطة هي أنه لا يوجد شيء في الحياة يمكن تسميته بالمخاطرة المحسوبة؛ إما أن تكون هناك مخاطر أو لا، وكل ذلك يعتمد على الموقف الذي تواجهه "ونظرتك للأمور." ومع ذلك، ما أنصحك بإهمال التفكير، ولكن أنصح بتجنب التفكير الزائد، المتكلف، الحريص بشكل مفرط، الخائف، المتحفظ جدًا، اللي يهدد حلمك بدل ما يدعمه ويخرجه إلى النور.
فيديو جميل يلخص الفكرة:
مواضيع حول الحياة والعلاقات والعمل، لحياة بسيطة بدون تعقيدات